انتظروا العريس في اليوم الثاني وبالفعل جاءت وتقدم لـ أهل الفتاة،
ولكن الغريب أن والدته لم تحضر معه! اتفق العريس(فارس) مع والد هلا على أن
يتم عقد القران والزواج خلال اسبوع واحد وحدثه عن وضعه المالي الكبير وسيارته
الفارهة لم يعارضه الأب ووافق على جميع شروط العريس
تعجبت هلا من إصرار فارس على الزواج بسرعة.. حيث كان فارس من أسرة غنية ويعمل في شركة أثاث يديرها ابيه
مر الأسبوع بسرعة.. وبعد القيام بمراسم حفل الزفاف
وعودة العروسين الى البيت، هيأت هلا نفسها لأول ليلة بعد أن اخبرتها أختها عن تلك الليلة
ليتركها فارس وحيدة وينام! ظنت أنه مرهق من تعب الفرح، ولكن استمر
على هذه الحالة لمدة اسبوع ..كل ليلة يقضي النهار مع أسرته في الطابق الأرضي
ويصعد في المساء فقط لينام
لم تعرف هلا ما الذي يحدث مع زوجها الجديد، هل يعاني من مرض ما!؟
مر اول أسبوع وجاءت أخت فارس الصغرى لتعطي هلا شرائط حفل الزفاف،
فسألتها بشكل عام عن فارس لتكتشف بأن فارس كان على علاقة مع ابنه عمه،
وكان بينهما علاقة حب ستنتهي بالزواج، لولا اختلافهما على شيء تافه أخر اسبوع
قبل موعد الزفاف، والمشاجرة التي حصلت بينهم وكـ نوع من الانتقام، قال فارس لها أنه
سيتزوج من هي أجمل منها وفي أقرب وقت! كانت هلا مصدومة من هذه الأخبار،
بدأت لها تصرفات فارس تبدو منطقية بناء على ما سمعت من أخته الصغرى
ارادت بعدها أن تطلب الطلاق من زوجها، ولكن أهلها أغلقوا السبل في وجهها،
كان والد هلا طامعاً وراضخاً لـ زوج إبنته الجديد بقي الحال كما هو لفترة قاربت الثلاث شهور،
علمَت بعدها أن العلاقة بين فارس وابنة عمه بدأت تعود لسابق عهدها وأنهم يقرران موعدا للزفاف
لم تستطع هلا الصمت أكثر فقررت أن تتحدث الى والدته احتضنت والدة فارس هلا
وأخبرتها أنها منذ اليوم الأول لم تكن موافقة على زواج فارس منها، لأنها تعلم أن إبنها
سيحن قلبه يوماً ما إلى إبنة عمه فبدأت تعامل هلا بود كبير وانتقل فارس بعدها مع
زوجته الجديدة الى منزل مجاور لمنزل العائلة الاساسي
شغلت هلا نفسها بالدراسة وقررت أن تكمل تعليمها العالي، في حين أن فارس كان مشغول
مع زوجته الجديدة، أدركت أنها لم تكن تنتظر منه أي شيء بعد شهر واحد سمعت هلا ان
زوجة فارس الجديدة حامل! فـ علمت أن زوجها فارس لم يكن يعاني من مرض أو شيء كما كانت تظن
وفي يوم الولادة كان الجميع في المشفى، فقط هلا ظلت وحيدة في المنزل،
ولدت إبنة عم فارس طفلة، ولكنها يا للأسف لم تراها، فقد ماتت بعد وضعها مباشرة!
لم تعرف هلا ما هو التصرف الملائم هل تعطيها الحب والحنان الذي لطالما افتقدته
منذ عقد قرانها على فارس؟!نظرت الى الفتاة الرضيعة، فابتسمت لها وقذف الله الحب في قلبها..
شعرت كأن العالم بأسره كان يضحك لها فاحتضنتها وقررت رعايتها واعتبرتها كـ الابنة بالنسبة لها
بدأت بتربيتها لدرجة أن اختارت إسم لها، سمتها لونا، فأبوها رفض لقائها منذ أن ولدت
وقال إنها هي من تسببت بموت والدتها كرهه لها هو من جعل هلا تشفق عليها،
وتشاطر عالمها الحزين مع هذا الضيف الجديد بقي فارس يسكن لوحده في بيت مجاور
لكنه كان يتردد الى البيت من حين لآخر شكل وجود فارس في كل مرة يتقابلون
بها عبئا على قلب هلا كانت تشعر بالشفقة عليه.. بالرغم من كل الأمور التي قام بها..
لم يدور حديث بينهم قط، فقط كانت مرات تضع له الطعام فلا يتناوله فـ تعود لأخذه بعد فترة
مع مرور الوقت بدأت تلاحظ التغير على وجه فارس.. بدأ يختلس النظرات الى لونا الصغيرة
خاصة في فترات الصباح قبل ذهابه الى العمل
وفي يوم ثاني كانت هلا تداعب طفلتها الصغيرة لونا، فـ أتى فارس من باب المنزل وجلس معهما
تفاجئت هلا بـ قول فارس:-سمعت أنك تناديه بـ لونا. هل هذا اسمها؟
تلعثمت في الرد، ولكنها أجابت:نعم
بدأ مرة تلو الأخرى يجلس معهم وصار يتناول الطعام ويتحدث مع زوجته الأولى..
كان يتغير للأفضل وهذا ما ادخل الفرحة الى قلب لونا بالرغم من زواجه منها فقط لينتقم من فتاة أخرى..
كان لمشاعر الحب مساحة في قلبها أكبر من مشاعر الكره له